وكيل الأزهر: "لعبة بُّوكِيمُون" في حُكم الخمر .. لأنها تُذهِب العقل

وكيل الأزهر: "لعبة بُّوكِيمُون" في حُكم الخمر .. لأنها تُذهِب العقل



اعتبر وكيل مؤسسة الأزهر المصرية، عباس شومان، أن "لعبة بوكيمون تعد في حرمانية الخمر لأنها تذهب العقل، وتؤدي إلى تغييب ممارسها، وتجعله يضر نفسه أو غيره دون أن يدري".
وقال شومان، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم الخميس، إن "الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة أمر محمود جدا، يساعد البشر وييسر لهم أعمالهم، ويوفر الوقت والجهد في المعرفة والتواصل أيضا".
وأضاف: "البعض تجاوز في استخدام التكنولوجيا وتركها تصرفه عن ممارسة عمله وعباداته، حتى إن البعض أصيب بالهوس من تعلقهم بألعاب إلكترونية أصبحت تمثل ضررا بالغا"، وفق تقييمه.
وأشار وكيل الأزهر إلى أن هناك من بلغ به الهوس إلى عدم الاكتراث بما يمكن أن يحيق به من أضرار بالغة، سواء على حياته أو مستقبله، وهو ما يجب أن يتوقف فورا. واستطرد: "رأينا من يستهين بمؤسسات الدولة أو دور العبادة، منساقا وراء تعلقه بألعاب إلكترونية، كما يحدث في لعبة بوكيمون".
علاقة باللعبة ذاتها، ذكرت تقارير إعلامية أن سكان مناطق هادئة عملوا على استدعاء الشرطة بعد أن تدفق لاعبو "بوكيمون جو" على الشوارع والمتنزهات أثناء لعبهم عبر الهواتف الذكية، والمبررات تقترن بإحداث فوضى وضوضاء في أوقات متأخرة من الليل بحثا عن "شخصيات بوكيمون".
وتتمحور فكرة اللعبة في فرض الشخصيات التي تظهر على شاشة الكمبيوتر على أماكن حقيقية، عندما تتم مشاهدتها من خلال كاميرا الهاتف، ويتنقل اللاعبون في العالم الحقيقي ليبحثوا عن "نقاط التوقف" المحددة، أو ما يعرف بـ"بوكيستوبس" الخاصة بلعبة بوكيمون"؛ حيث يتفاعلون مع الشخصيات.
من جهة أخرى، قال خبراء في علم النفس واللياقة، اليوم الخميس، إن "بوكيمون جو"، التي اجتذبت قطاعا عريضا من المستخدمين خلال الأيام الماضية ، تعتبر "مفيدة للصحة".
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن "جي غراهام توماس"، مساعد أستاذ الطب النفسي والسلوك البشري في مركز البحث، بشأن التحكم في الوزن بمستشفى ميريام، قوله: "أعتقد أنه تطور مثير. لفترة طويلة كانت التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية مرتبطة بخفض النشاط البدني، وهذا نجمت عنه مشاكل صحية كثيرة". وأضاف: "أن ترى التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية تتغير بصورة تعزز النشاط البدني والتواصل مع الآخرين، فذاك أمر جيد للغاية".
وصف جون غروهول، مؤسس شبكة الصحة العقلية، اللعبة ذاتها بـ"الثورية"، وقال: "لم أشاهد مثل هذا في حياتي". وواصل: "البحوث أظهرت فوائد التمرينات البسيطة في تحسين المزاج"، وأوضح: "القائمون على تطوير لعبة بوكيمون لم يقصدوا اختراع لعبة للصحة الذهنية ولكنهم فعلوا ذلك، وتأثيراتهم إيجابية للغاية".
وقد سجل برنامج "كارديوغرام"، الذي يرصد النشاط البدني، وتم تصميمه لصالح "ساعة آبل"، ارتفاعا واضحا في الحركة منذ صدور لعبة "بوكيمون". وسجلت شركة "فيت بيت"، المعنية بتصنيع أجهزة لرصد النشاط البدني، ارتفاعا في النشاط البدني لمستخدمي اللعبة.
وقال أحد مستخدمي اللعبة: "لقد سرت لمسافة 13 كيلومترا لاصطياد أحد شخصيات بوكيمون. هذه اللعبة تجعلني أستعيد لياقتي"، بينما قالت "ديلي ميل" إن الأطباء يعتقدون بأن اللعبة "توفر خدمة قيمة لا يستطيع القطاع الطبي تقديمها". وأضافت الصحيفة: "أحيانا لا يمتلك القطاع الطبي والباحثون الموارد الكافية لتطوير شيء معقد مثل بوكيمون لحث المواطنين على التحرك".
وعلى صعيد آخر، بعد الانتشار المذهل للعبة الواقع الافتراضي "بوكيمون جو"، التي طرحتها شركة ألعاب الكمبيوتر اليابانية العملاقة "نينتيندو" قبل أيام، قرر أحد المستثمرين استغلال هذه الظاهرة لتحقيق أرباح كبيرة.
اللعبة تفرض على ممارسها التجول في المحيط الذي يعيش فيه لكي يعثر على كائنات "بوكيمون" ويصطادها بكاميرا هاتفه الذكي. ووصل الأمر إلى حد أن اللعبة دفعت بعض المستخدمين إلى ممارستها والبحث عن كائنات "بوكيمون" أثناء قيادة سياراتهم، لذلك قرر أحد الأشخاص تقديم خدمة قيادة السيارة بالأجر لمستخدمي اللعبة، على غرار خدمة تأجير السيارات عبر الإنترنت "أوبر".
وقد نشر المستثمر إعلانا على موقع الإعلانات التجارية "كريغز ليست" يعرض فيه قيادة السيارة، لمن يريد، في محيط مدينة بورتلاند الأمريكية أثناء مطاردة كائنات "بوكيمون"، ويشمل العرض قيادة السيارة لمدة ساعتين مع توفير مشروبات وأغذية خفيفة مقابل 30 دولارا للشخص الواحد.
وأشار موقع "موتور تريند"، المتخصص في موضوعات السيارات، إلى أنه خلال أيام قليلة بعد طرح "بوكيمون جو" لأجهزة الهواتف الذكية، التي تعمل بنظامي التشغيل "آي.أو.إس" و"أندرويد"، سيطرت هذه اللعبة على عناوين مواقع الإنترنت في العالم.
ومن استخدامه كأداة لعثور الأشخاص مشتتي الذهن على أكوابهم الخاصة الضائعة، إلى مساعدة مراهق في العثور صدفة على جثة، فإن التطبيق ينتشر بسرعة فلكية. وبعض الأشخاص الذين يستخدمون "لعبة بوكيمون" وضعوا لافتة في خلفية سياراتهم تحذر السائقين الآخرين من الوقوف المتكرر لأنهم يبحثون عن "بوكيمون".