أكاديمي فارسيّ: "نظام المَلالي" قام بقَتل إيران شعبا ونخبة فكريّة
حمّل علي رضا نوري زاده، أكاديمي إيراني، مسؤوليّة ما وصفها بـ"تراجيديا النخبة الإيرانية" للنظام الديني الحاكم في طهران منذ الإطاحة بنظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979، وقال في مداخلة له ضمن ندوة "النخب العربية والإسلامية: الدين والدولة"، المنظمة في إطار الموسم الثقافي الدولي لأصيلة، إن آية الله الخميني، الذي حكم بعد سقوط الشاه، "تمكّن من تجميد دور النخب في إيران".
وتحدّث زاده، الذي يرأس مركز إيران للدراسات العربية بلندن، عن واقع النخب الإيرانية في الوقت الراهن وعن مستقبلها في ظل نظام الملالي، بتشاؤم كبير، واصفا وضعها بـ"المأساة الكبرى"، ومضى يقول إنّ ولاية الفقيه في إيران، التي أقيمت على أنقاض نظام الشاه، "لم تقتل الشعب الإيراني فقط، بل قتلت النخب الفكرية والسياسية الإيرانية أيضا".
المتحدث واصل انتقاده لنظام الملالي الحاكم في طهران بالقول إنّ إيران لم تكن بلدا متخلفا قبل الثورة الإسلامية، بل كانت من البلدان المتطورة، وكان المجتمع المدني الإيراني حضاريا ومثقفا، لكنّ عودة الإمام الخميني من باريس قلبت كل شيء؛ "إذ بدأ رويدا رويدا في تنفيذ مسعاه بتجميد دور النخب، وكانت البداية بالجبهة الوطنية، ثم الشعراء والكتاب"، يقول المتحدث.
علي رضا زاده اعتبر أنّ أسوأ مرحلة في تاريخ الشعب الإيراني هي التي يمر بها الآن، بعد 37 سنة من حكم نظام الملالي، قائلا إن هذا النظام "فبرك وصنع نخبته الخاصة، وصار لدينا شعراء ينْظُمون قصائد شعرية من 200 بيت لمدح ولي الأمر".
واستطرد متحدثا بسخرية عن النخب الإيرانية الموالية لنظام الملالي: "هناك علماء أصبحوا يؤمنون بالخرافات، ومنهم طبيب يشغل منصبا في جامعة الطب زكّى كلاما لشقيقة آية الله الخميني الراحلة، والتي كانت تقول قيد حياتها إن الخميني لما خرج من رحم أمّه كان يردّد: يا علي".
وتابع أنّ تجميد دور النخب الإيرانية أدّى إلى انهيار الأدب والشعر، وأثر بالتالي على المجتمع الإيراني، ويتجلى ذلك- يقول المتحدث- في أنّ رواية تتحدث عن ظهور المهدي المنتظر بيع منها نصف مليون نسخة في إيران، في حين إن دواوين الشعراء ومؤلفات الكتاب المتنورين لا تبيع ألف نسخة.
واستطرد الأكاديمي الإيراني أن النخب الفكرية الإيرانية استسلم جزء كبير منها، في حين إنّ المقاومين منهم "يعيشون في الهمّ والغم، وصاروا يموتون جرّاء ذلك في سنّ متقدمة، بينما الموجودون في الخارج لا يصل صوتهم إلى الداخل الإيراني، بسبب إغلاق قنوات التواصل، ومن ذلك السينما الممنوعة في إيران".